الفَخْرُ بالأَنسابِ..» الجاهلية: مأخوذة من الجهل، وهو ضد العلم، والجاهلية إذا أُطلقت أُريد بها ما كان عليه الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فالناس قبل بعثته كانوا في جاهلية، لأن آثار الرُّسل انقطعت ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، بما يزيد على أربع مئة سنة، وفي هذه الفترة الزمنية كانت قد انقطعت وانقرضت آثار الرسالة، فكان الناس في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء في جميع النواحي، فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وجاءهم بالكتاب والسُنَّة زالت الجاهلية العامة، وجاءهم العلم ولله الحمـد، لكن قد يبقى من خصال الجاهلية أشياء في بعض الناس، كما هي هذه الأربعة التي ذكرها، صلى الله عليه وسلم وأولها: «الفخر بالأحساب» ويراد به الفخر بالمنصب والمنزلة، وقد يدفعه هذا إلى التكبُّر على الناس وازدرائهم.
فإذا أعطاك الله
المنزلة فلتشكر الله وتحمده وتتواضع ولا تفخر بحسبك.
الثاني: «الطعن بالأنساب» والأنساب: جمع نسب، وهو: الانتساب إلى قبيلة معروفة من القبائل العربية، فمن خصال الجاهلية أن يفتخر المرء على الناس بقبيلته وعشيرته، ويرى أن له فضلاً على الناس بذلك، وأن غيره أقلُّ منه لأنه من قبيلة كذا، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحُجرَات: 13]، فالآية بيَّنت أن المقصود من جعل الناس شعوبًا وقبائل إنما هو التعارف وليس الافتخار والترفع على الناس، فالكرامة عند الله بالتقوى، وإن لم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد