يكن للتقي نسب
معروف، والشريف وضيع إن لم يكن تقيًّا، قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ﴾ [المؤمنون: 101]، فيوم القيامة سيقف
الناس جميعًا في صعيد واحد، الرئيس والمرؤوس، الفقير والضعيف، الحسيب والوضيع، فمن
خفت موازينه فلا ينفعه نسبه، ولو كان من قريش أو من بني هاشم، ومَن تثقُل موازينه
فلا يضره دناءة نسبه، فإنَّ تقواه يرفعه الله بها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا
فَضْلَ لِعَربيٍّ على أعجمِيٍّ إلاَّ بالتَّقْوى»([1]): فالأصل واحد، لأنَّ
«الكلّ من آدم، وآدم خلق من تراب» كما سيأتي من حديث أبي هريرة، وأمَّا
الأنساب فما وضعت إلاَّ للتعارف والتواصل بين الأقارب، فالذي يفخر بنسبه فيه خصلة
من خصال الجاهلية.
الثالث: «الاستسقاء بالنجوم» وهو نسبة نزول المطر إلى طلوع النجم الفلاني أو غروبه، وهو من الشرك، ومن أمور الجاهلية، فإن المشركين كانوا ينسبون سقوط الأمطار للنجوم في طلوعها أو سقوطها في المغرب، فعندهم إذا طلع النجم الفلاني نزل المطر، وهذا أمر باطل، فإنزال المطر إنما هو بفضل الله وكرمه، وإنزاله بقدر معلوم، قال تعالى: ﴿ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ ٦٩ لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ ٧٠ أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ ٧١ ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشُِٔونَ﴾ [الواقِعَة: 69-72]، ومفهوم الآيات: النهي عن قولهم في الأنواء: مطرنا بنوء كذا، وبنوء كذا، لأنَّ إنزال المطر إنما هو من عند الله.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23489)، والبيهقي في «الشعب» رقم (4774).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد