سوداء، ثم إذا كذب
الثانية والثالثة، زادت هذه النكت حتى تغطي القلب كلّه، فيصبح أسودَ والعياذ
بالله، والقلب يمرض ويفسد ويموت، وهذه كلها من آفات القلب، فالقلب يمرض مرضًا
معنويًّا، كما يمرض مرضًا عضويًا، وهذا الثاني يعالج عند الأطباء، لكنَّ المرض
المعنويّ يعالج بالتوبة والاستغفار وذكر الله عز وجل فلو عالجته عند أمْهَر
الأطباء، فلن يتمكّن من تشخيصه؛ لأنه مرض ليس بعضوي، فعندها يزداد مرضه مرضًا، كما
قال الله تعالى: ﴿فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾ [البَقَرَة: 10] حتى يموت القلب أو يقسو كما قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم
مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ﴾ [البَقَرَة: 74]، وقال أيضًا: ﴿وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ﴾[الحَديد: 16].
فالقلب يقسو حينما يكون بعيدًا من الله تعالى، وأبعد القلوب من الله تعالى القلب القاسي كما في الحديث([1])، فحينئذٍ يُختم عليه بخاتم، فلا ينفذ إليه الخير، وهذا في الكفار حيث قال تعالى: ﴿خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾[البَقَرَة: 7]، وسبب هذا الختم أنهم لم يقبلوا الدّعوة التي جاءهم بها الرسول فكذّبوه، فختم الله على قلوبهم، فصارت لا تقبل خيرًا ولا يصل إليها النور بسبب رفضهم الحق، قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ﴾[الأنعَام: 110]، وقال أيضًا:﴿أَوَ لَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2411).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد