ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ﴾[الأعرَاف: 100]، فالقلب يُختم ويُطبع عليه، ويغطّى بالرَّان، والران: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت، قال سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطفّفِين: 14] فالإثم والمعاصي، غطت على قلوبهم، ثم هناك ما هو أشدُّ من الرَّان، وهو أن يُقفل على هذه القلوب كما قال تعالى:﴿أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾[محَمَّد: 24]، فهي مقفلة لا يَدخلها ولا يخرج منها شيء، هذه هي بعض أنواع الأمراض التي تعتري القلب، وبعضها أشدُّ من بعض، وسببها كسب العباد، فإذا أردت أن يَصلُح قلبك فعليك بالأعمال الصالحة والتوبة والاستغفار، قال سبحانه: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرّعد: 28]، وإذا أردت أن يظلَّ قلبك سليمًا، فعليك بذكر الله والعبادة من صلاة وصيام وتلاوة القرآن، كل هذا يُصلحُ الله به القلب، وكذلك كُل من الحلال وترك الحرام إلى غير ذلك من الالتزام بالطاعات والابتعاد عن المنهيات، فصلاح القلب وفساده له أسباب يفعلها الإنسان، فعليك أن تأخذ بأسباب صلاح القلب، فإذا صلح القلب صَلَحَ الجسد كُلّه، واحذر من أسباب فساده، وقلّ من يتنبّه لهذا إلاّ مَنْ رحم الله عز وجل، ولهذا على المسلم أن يهتم بقلبه، ويُبعد عنه ما يؤثر عليه سلبيًّا من أنواع المعاصي القولية والعملية، والعقائد الباطلة، والشكوك والأوهام، ويستمع إلى كلام الله ورسوله، ويحضر مجالس الذكر حتى يحيا قلبه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد