أما الغفلة فإنها
تختم على قلب صاحبها، قال صلى الله عليه وسلم: «لينتهينَّ أقوامٌ عن وَدَعِهمُ
الجُمُعات أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليَكونُنَّ من الغافلين» ([1])، والشاهد من هذا
الحديث أنَّ تَرْكَ صلاة الجمعة متعمدًا سببٌ للختم على القلب، فإن حياة القلوب
تكون في عِبادة الله وطاعته.
وأما قول الله
تعالى: ﴿فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ﴾ [البَقَرَة: 10] فهذا حديث عن المنافقين، ولقد ذكر الله في مطلع سورة
البقرة ثلاثة أصناف من الناس، وذكر موقفهم من القرآن والدعوة حيث قال سبحانه: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا
رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن
قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ﴾[البَقَرَة: 2-4] هؤلاء هم الصنف
الأول، وهم الذين تقبّلوا القرآن ظاهرًا وباطنًا، وهم المؤمنون.
والصنف الثاني: الكفار الذين
رفضوا القرآن ظاهرًا وباطنًا وقد ذكر تعالى وصفهم بقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ
لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ٦ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ﴾ [البَقَرَة: 6-7].
أما الصنف الثالث: فهم المنافقون، وهؤلاء وإن أطاعوا في الظاهر، فقد عصوا في الباطن، كانوا قد أعلنوا الإسلام في الظاهر، وأبطنوا الكفر في قلوبهم لأجل المخادعة، ورفضوا الإيمان باطنًا، وهذا هو النفاق الأكبر، وهو النفاق الاعتقادي الذي يجعل صاحبه في الدَّرْك الأسفل من النار، وهم أيضًا مندرجون تحت الصنف الذي قبله، أي: الكفار وفي بيان
([1]) أخرجه: مسلم رقم (865).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد