وصف المنافقـين، قال
تعالى: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم
بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ
ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا
يَشۡعُرُونَ﴾ [البَقَرَة: 8-9] أي: بسبب كذبهم في دعواهم الإيمان وهم غير صادقين، فذكر
الله عز وجل في المنافقين بضع عشرة آية في هذه السورة وذكر صفاتهم القبيحة، فدلَّ
هذا على خطر النفاق والعياذ بالله وهو ناشئٌ عن مرض في القلب، وهذا المرض ليس بمرض
عضوي، فربما كان صحيحَ القلب عضويًّا، لكنه مريضٌ معنويًّا، وهو مرض الشك والكفر
والنفاق. وهذا أشد من المرض العضوي.
وأمّا الآية التي في سورة الأحزاب فقد ذكر الله قصة الأحزاب ومجرياتها، وما انتهت إليه من نصر المسلمين، بعدما أصابهم من الشدة والكرب، وكيف أنَّ الله فرَّج عنهم ونصرهم وردَّ عدوهم من غير قتال، ولم ينل عدوّهم خيرًا، فالذي هزمهم هو الله عز وجل حيث أرسلَ عليهم ملائكة وريحًا أَكفأت قُدورهم، وقلعت خيامهم، وحَصَبَتهم بالحصباء مع ما أصابهم من الرعب، فأسرعوا إلى الرحيل والقفول إلى مكة خائبين، وفي هذا يقول تعالى: ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا﴾ [الأحزَاب: 25]، ولقد كان في المدينة منافقون شايعوا الأحزاب وتكلموا وقالوا كما ذكر تعالى على لسانهم: ﴿مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا﴾ [الأحزَاب: 12]، وقالوا: هذا الرجل يزعم أننا سنفتح بلاد فارس والروم، وأحدنا لا يستطيع أن يذهب لقضاء حاجته إلاّ ومعه حرس، فهم يَسْخَرون من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن إخباره بنَصْر الله له، وقولهم هذا هو من باب الإرجاف، فالمنافقون في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد