رأيه، والأصل أن لا
يُقال عن الله إلاّ بعلم، ولا ينبغي أن يُحلَّل أو يُحرَّم بغير علم، لأن القائل
بذلك إنما يتكلم عن الله وعن رسوله، وهذا ينبني عليه أحكام شرعية، وثواب وعقاب،
فإذا لم يكن عنده علم فليسكت، والله عز وجل قد جعل القول عليه من غير علم فوق
الشرك، ولهذا أورد المصنِّف رحمه الله، قوله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ
وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ
يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا﴾ [الأعرَاف: 33]، فجعله فوق الشرك، مما يدل على خطورته، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ
لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ﴾ [الإسرَاء: 36]، فإذا لم يكن عندك علم فلا تتكلَّم، ولا ضير عليك إن
قلت: لا أدري فإن من قال: لا أدري فقد سلم، وهذا فضيلة، لأنكَّ إذا خُضت في الكلام
بغير علم من كتاب عن الله ولا سُنَّة رسوله، فقد ارتكب ذنبًا ورذيلة.
وقد كان الصحابة والأئمة إذا سُئلوا عن أمر ولم يحضرهم عنه جوابٌ صحيح توقّفوا، ولم يحطّ ذلك من قدرهم شيئًا، بل زاد ذلك من فضلهم وقدرهم بتحرّيهم للصدق، فهذا الإمام مالك سُئل عن أربعين مسألة، وكان الذي يسأله قادمًا من بعيد فأجاب عن أربعٍ منها، وقال عن الستة والثلاثين: لا أدري، فقال له الرجل: جئتك من بعيد، وأتعبت راحلتي، وتقول: لا أدري! قال: نعم، اركب راحلتك واذهب إلى بلدك، وقل: سألت مالكًا، فقال: لا أدري، فإنَّ قول مالك هذا رفَعَ من قدره وأعلى من منزلته، وأعلى شأنه بين الناس وجعل الناس يذكرون له هذه الكلمة من باب الإجلال، فالحاصل أنَّ القول على الله بغير علم هو من أكبر الكبائر، فليحذر المسلم من ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد