ذلك يكون بالمناصحة
والاستفسار والتوضيح، أما الاعتماد على الأقوال والظنون، فإن هذا مما حذَّر الله عز
وجل منه، وهو يُسبِّبُ قطيعة وتنافسًا بين الإخوان، وهذا الأمر خطره عظيم.
أما إذا كان الدافع
هو الغيرة على الدين، فعليك التثبت خوفًا من أن تصيب أخاك بجهالة، فبعض الأخوان
تدفعه الغيرة على الدِّين في أن يذمَّ بعض العلماء وطلبة العلم، وأشد من ذلك أن يقع
في أعراض ولاة الأمور، فعلى المسلم ‑ولا سيَّما طالب العلم‑ أن يتأنّى ويتمهل،
وإذا ثبت عنده شيء من المحذور، فإنه يعالج بالنصيحة، لا بالغيبة وإشاعة المساوئ في
المجالس، قال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول
الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»([1])، وسميت نصيحة،
لأنَّ الناصح هو الشيء الخالص، لأنها: تدل على خلوص الإنسان من الغش للمسلمين.
إنَّ المنهج السليم
والأقوم إزاء ما يسمع المسلم من الأقوال في حق إخوانه:
أولاً: إذا سمع قولاً في
حق أخيه، فعليه أن لا يُبادر ويستعجل وُيسيء الظن، إنما عليه أن يلتمس العذر ما
أمكن.
ثانيًا: إن ثبت شيء من
المحذور، فالواجب أن لا نشيع الأمر، بل نتناصح فيما بيننا، فإنَّ الدين النصيحة.
وفي الآية التي قال الله فيها: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ﴾ [الحُجرَات: 12] فبعض الظن إثم، لأنه: يوقعك في الإثم والعقاب من الله سبحانه وتعالى، والظن هو الاحتمال الراجح مع احتمال
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد