النقيض، أي: هو تردد
بين أمرين أحدهما راجح، والآخر مرجوح، أما الشك، فهو التردد بين أمرين لا مرجح
لأحدهما على الآخر، فإذا ترجَّح أحدهما على الآخر كان هذا ظنًّا، وإذا لم يكن في
الأمر احتمال، كان هذا هو اليقين، فلا تظن بإخوانك إلاّ خيرًا، ما لم يتبين خلاف
ذلك، فإذا تبين عالجته بالنصيحة كما سبق، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمرنا
باجتناب كثير من الظن، لأنَّ بعضه إثم، فهذا دليل على خطورة الظن.
وجاء حديث أبي هريرة
ليؤكد ما سبق تأكيده، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن، فإن
الظن أكذب الحديث» فلفظ «إياكم» بمعنى التحذير، ولذلك نُصب الاسم بعده،
بالتحذير «إياكم»، ومعناه: احذروا سوء الظن بالمسلمين، ولا تظنوا بهم إلاَّ
خيرًا، لأن هذا هو الأصل في المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا
رسول الله، ويصلي ويصوم ويطلب العلم، فإذا رأيناه كذلك ظننَّا به خيرًا، فلا يجوز
أن نقول عن فعله إنه نفاق ومراءاة، فنحن لنا الظاهر، أمّا السرائر فَنَكِلُها إلى
الله علاّم الغيوب.
ثم علَّل الرسول صلى
الله عليه وسلم هذا التحذير بقوله: «فإن الظن أكذب الحديث» يعني: حديث
النفس، فأعظم كذب حديث النفس هو الظن بالناس، فعلى المسلم أن لا يبني آراءه
وأقواله وأفعاله على الظن وينتهك حرمة أخيه، فدلَّ هذا التحذير على أنه كبيرة من
كبائر الذنوب، فما لم تشاهده ولم تسمعه ثم وقع في قلبك، فإنما هو من الشيطان
يُلقيه إليك فينبغي تكذيبه، والاستعاذة بالله منه.
*****
الصفحة 3 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد