فيبيتون في قرية ويقيلون في أخرى، وكانوا لا يأخذون معهم زادًا ولا ماءً، فالقرى متصلة ببعضها، والأمن والطعام متوفر فيها بالإضافة إلى جوها الطيب، فاحتقروا هذه النعمة ولم يقدِّروها وقالوا: ﴿بَٰعِدۡ بَيۡنَ أَسۡفَارِنَا﴾ [سَبَإ: 19] فازدروا نعمة الله عز وجل عندئذٍ دمَّرَ الله عليهم بلادهم، وخرَّب ديارهم، ومزَّقهم كل ممزَّق، وبدَّلَ النعمة نقمة، قال سبحانه: ﴿فَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَ وَمَزَّقۡنَٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ﴾ [سَبَإ: 19]، أي: يتحدث الناس بما حصل لهم من النكبة، كل هذا بسبب عدم شكر النعمة وعدم الاعتراف بها وتقديرها.
وهكذا حال الناس
اليوم فهم في بحبوحة من العيش، قد منَّ الله عليهم بنعم لا تعدّ ولا تحصى، بعد أن
كانت حلمًا للناس من قبل، سواء في المساكن، أو المطاعم، أو المشارب أو المراكب،
فإن هم شكروها فإنها ستدوم لهم، وإن كفروها وازدروها، فحريٌّ أن يغير الله هذه
النعمة فيُبدِّلها نقمة، ويجعل الأمن خوفًا، فنعوذ بالله من فُجَاءَة نقمته
وتحوُّل عافيته.
*****
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد