إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولٗا﴾[الإسرَاء: 37]، ومن صفاتهم أيضًا ما جاء في قوله تعالى:﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ
ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا﴾[الفُرقان: 63] أي: يتحمّلون ما يحصل لهم من أذى أهل الجهل والسَّفه،
فلا يجهلون مع من يجهل، ولا يُسافهون أهل السَّفَةِ، وإنما يقولون:﴿سَلَٰمٗا﴾، وهذا ليس من التَّسلِيم عليهم، إنما هو تركهم للسلامة
من شرهم، تقول العرب: سلامًا، أي: قالوا قولاً يسلمون به من شرهم، فهذا إسلامُ
مُتارَكةٍ وليس سلام تحيةٍ، وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ
أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾[القَصَص: 55].
ومن صفتهم التي
ذكرها سبحانه بقوله: ﴿وَٱلَّذِينَ
لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾ الزور: أعياد المشركين، فالمسلمون لهم عيدان: عيد الفطر
وعيد الأضحى، وهما يأتيان بعد ركنين من أركان الإسلام، فلهم أعياد شرعيَّة وليست
بِدْعيَّة، أما الأعياد المبتدعة وأعياد الجاهلية، مثل عيد النَّيروز والمهرجان،
وأعياد الفرس والروم، فالواجب على المسلم أن لا يُقرّها ولا يحضرها ولا يشجِّع
عليها، ولا يُهنِّئ أصحابها، ولا يهدي إليهم، ولا يأكل من الطعام الموجود فيها؛
لأنها أعياد جاهلية بِدْعيَّة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: « ليس المؤمن بالطّعّانِ ولا اللَّعّانِ، ولا الفاحشِ ولا البذيِّ » هذه الأمور التي ذكرت في الحديث تنقص في الإيمان، وهي تَسلِبُ كماله، فالنفي هنا نفي الكمال وليس نفي أصل الإيمان، وهذا يدل على أن الإتيان بهذه الأمور من الكبائر، فلا يكون المؤمن طعّانًا يطعن في أنساب الناس وأعراضهم، أو بأشكالهم وهيئاتهم،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد