وله ([1]) وصحَّحه عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه مرفوعًا: «مَا مِن شيءٍ أثقَلُ في
مِيزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلُقٍ حَسَنٍ، وإنَّ الله ليُبغضُ الفاحشَ
البذيءَ الذي يتكلَّم بالفُحْشِ».
****
و « لا اللِّعانِ » أي: ليس كثير اللعن، واللَّعن: هو الطَّرد من
رحمة الله، فمِن الناس من تجده يلعن لأتفه الأسباب، فإن طلب من أولاده شيئًا قال:
هاتوا لعَنكم الله، أو حتى إن أراد أن يُمازح شخصًا لعنه والعياذ بالله وحتى الذين
يقعون في معصية تجدهم يلعنون إبليس وكأنهم يحمِّلونه الذنب وينفونه عن أنفسهم،
صحيح إنَّ إبليس يوسوس بالمعصية ويدعو إليها ولكن هذا ليس عذرًا، وإنما تجب
والحالة هذه التوبةُ من العبد والندم على الذَّنب، لأنَّه إنْ لعن إبليس فإنَّه
يفرح بذلك ويقول: أنا أطغيته. وألحقت به الضرر.
والفاحش: هو الذي يَفحش في
أقواله وأفعاله، والفُحش ما تناهى قُبحه، ولذلك سمّى الله الزنى فاحشة، فقال سبحانه:﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾[الإسرَاء: 32]، والبذيِّ: هو
السييء في منطقه، فالواجب على المسلم أن يكون هيِّنًا ليِّنًا، سهلَ الكلام، وأن
لا يؤذي أخاه بقول أو فعل، بل وحتى غير المسلم، قال سبحانه وتعالى:﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ
قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ﴾[المَائدة: 2].
قوله صلى الله عليه وسلم: « ما مِنْ شيءٍ أَثقلُ في ميزان العبد يومَ القيامة من خُلُقٍ حَسَنٍ » من المقطوع به أنَّ أعمال العباد تُوزن يوم القيامة، صغيرَها وكبيرَها، فمَن رجحت حسناتُه على سيئاته فقد فاز ونَجا، ومن خفَّت موازينه هلك وتعس، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٦ فَهُوَ فِي
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2002) دون قوله: الذي يتكلم بالفحش.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد