×
شرح كتاب الكبائر

ولمُسلمٍ ([1]) عن عائشةَ رضي الله عنها مرفوعًا: «إنَّ الرِّفْقَ لا يكون في شيءٍ إلاّ زانَهُ، ولا يُنزَعُ من شيءٍ إلاّ شَانَهُ».

وللترمذيِّ ([2]) وحسَّنه عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «أَلا أُخْبِرُكُم بمَن يَحرم على النَّارِ أو بمَن تحرُم عليه النارُ، على كلِّ قريبٍ هيِّنٍ سَهلٍ».

ولمُسلمٍ ([3]) عن جريرٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ يُحرَمِ الرِّفقَ يُحرَم الخيرَ كلَّه».

****

عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨ فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠ نَارٌ حَامِيَةُۢ[القَارعَة: 6-11]، وأثقلُ ما يُوضع في الميزان يوم القيامة حُسن الخُلق، وحُسن الخُلق مع الناس يكون بكفِّ الأذى وبَذْل النَّدى، والصَّبر على الأذى، وليس المقصود أن يكون حُسن الخُلق مع المسلمين فقط، بل ومع غيرهم، قال سبحانه وتعالى:﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا[البَقَرَة: 83]، وهذا لا يكون إلاّ بالكلام الطيِّب والمعاملة الحسنة، وبَـذْل النَّصيحة، والعَدْل في القول والفعل.

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظمَ الناس خُلُقًا، ولقد زكّاه الله عز وجل فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ[القَلَم: 4].

وفي الحديث بيانٌ لصفة من صفات الله، فمن صفاته الفعلية البُغض، فهو يُبغض المشركين والمنافقين، وبُغض الله ليس كبُغض المخلوقين، فهي صفة تليق بجلاله سبحانه.

الرِّفق: هو حُسن الخُلق وعدم العجلة، فإن كان الإنسان عنده


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2594).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (2488).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2592) دون قوله: كلَّه.