العداوة بين الناس.
والنميمة شر وفساد، وهي تقوض دعائم المجتمع، وتشيع العداوة والبغضاء بين الناس وقد
تثير الحرب، ولهذا جاء الوعيد الشديد بحق النمام.
ومن صفات النَّمّام
أنه يُكثر الحَلِفَ بالباطل، ولهذا فقد نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن
طاعة هؤلاء الذين يكثرون الحلف بالباطل، فقال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ﴾[القَلَم: 10]، والحلاّف: كثير
الحلف، وإذا أصبح الإنسان كثير الحلف، كان هذا دليلاً على كذبه، ولذلك فهو يعمدُ
إلى كثرة الحلف حتى يصدقه الناس، وهذا يدلُّ على عدم تعظيمه لله بإكثاره الحلف
بالباطل وتساهله باليمين، ثم قال: ﴿هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ﴾[القَلَم: 11]، والهمّاز:
هو الذي يغتاب الناس، قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾ [الهُمَزة: 1]، وقوله: ﴿مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ﴾، هذا محل الشاهد،
أي: يمشي في الناس بالنميمة، فينقل حديث بعضهم إلى بعض، من أجل الإفساد بينهم،
والعياذ بالله، لذلك جاء هذا النهي من الله تعالى بعدم إطاعة النمَّام، وأخذ الحذر
منه، وعدم تصديقه فيما يقول، وأن لا يُتخَّذ صديقًا، لأنَّ هذا النمام كما أنه قال
عندك عن غيرك، فإنه لن يتورع عن الكلام عليك عند غيرك.
وفي حديث الباب،
وعيدٌ شديد للنمام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَدخُلُ الجَنةَ نمَّامٌ»؛
أي: كثير النميمة، فهذا ليس معناه: أنه لا يدخل الجنة لأنه كافر، ولكن هذا من
باب الوعيد لأنه سيدخل النار ويعذّب فيها طويلاً، ثم يخرج ويدخل الجنة، فهو من
أصحاب الكبائر التي هي دون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد