الشرك، والنميمة
فيها حق للمخلوق، فلا يسلَم النَّمام من الإثم إلاّ إذا سامحه المخلوق.
وفي ثاني حديثي
الباب وهو حديث القبرين: أنه مرَّ صلى الله عليه وسلم على قبرين، فأطلعه الله عز
وجل على ما في داخل القبرين من العذاب، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، لأنَّ
أحوال القبور من أمور الغيب التي لا يعلمها إلاَّ الله، فنحن لا نعلم ما في القبور
ولا ندري من يعذّب ومن ينعَّم فيها، وربما يدفن اثنان في قبر واحد، ويكون القبر في
حق أحدهما نعيم وروضة من رياض الجنة، وفي حق الآخر حفرة من حفر النار، فهذا من
أمور الغيب التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى ولكن الله أطلع رسوله صلى
الله عليه وسلم من باب إظهار المعجزة له صلى الله عليه وسلم، ولأجل نصيحة الناس
بهذين الأمرين الذيِن عُذِّب أصحاب القبرين بسببهما، قال تعالى: ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا
يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ﴾[الجنّ: 26-27]، فحينما قال صلى
الله عليه وسلم: «إنَّهما ليُعَذَّبانِ» لم يكن الصحابة رضي الله عنهم الذين
كانوا معه صلى الله عليه وسلم يرون شيئًا، ثم قال: «وما يُعَذَّبانِ في كَبيرٍ»
أي: لا يعذبان في أمر كبير عليهما تَرْكُه، ولكن تَرْكَه سهلٌ عليهما لو تركاه،
لكنهما تساهلاً فيه، فصار كبيرًا، وهذا يعني أنه إذا تساهل المرء في الذنب حتى ولو
كان من الصغائر صار عظيمًا.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «بلى إنه كبير» يدل على أن النميمة كبيرة من كبائر الذنوب، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم أن أحدهما كان يمشي بالنميمة، وهذا محل الشاهد من الحديث، فدلّ على أن المشي بالنميمة من أسباب عذاب القبر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد