×
شرح كتاب الكبائر

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أمَّا أحدهما فكان لا يستبرئ من البول» وهذا أيضًا من أسباب العذاب في القبر، فالبول نجس، فعلى المسلم الاستنزاه من القذارات، ثم يجب التجنُّب لكل النجاسات، لأنَّ المتنجس لا تُقبل له عبادة حتى يغسل النجاسة، ولهذا يجب العناية بتطهير الثياب والتنزُّه من البول إما بالاستجمار وإما بالاستنجاء.

ومعنى: «لا يستبرئ»: أي: لا يقطع أثر البول، أو لا يتحرز من البول، فالواجب على المسلم أن يتنبه لهذا عندما يريد التبول.

وفي هذا الحديث بيان خطر النميمة، وأنها من أسباب عذاب القبر.

وحديث ابن مسعود رضي الله عنه فيه تحريم النميمة أيضًا، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «ألا هل أنبئكم» أي أخبركم، وهذا تعليم بطريق السؤال وهو أبلغ مما لو ألقى عليهم العلم ابتداءً فقوله مثلاً: «ألا أنبئكم ما العَضْه» أي: ألا أخبركم، والعَضْهُ: هو السحر، قـال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ[الحِجر: 91] أي: قالوا إنه سحر، ومعنى «ألا أنبئكم ما العَضْهُ؟»  أي: ما هو السحر الذي يفرق بين الناس، ويبغِّض بعضهم إلى بعض؟ «هي النميمة القالَةُ بين الناس» وقوله: «القالة بين النـاس» أي: أصحاب القول الذين يأتون طائفة بكلام، ويأتون طائفة أخرى بكلام آخر، للإفساد بينهم.

*****


الشرح