الكنوز بتعبي وكدِّي وقوَّتي، فما كان نتيجة ذلك
إلا أن خسف الله به الأرض، كما قال تعالى: ﴿فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ﴾ [القَصَص: 81]، وقال
سبحانه وتعالى عن الذين ركنوا إلى الدنيا واطمأنوا بها: ﴿وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا
فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ﴾ [الرّعد: 26]، فلا ينبغي لأحد أن
يفرح في هذه الحياة الدنيا، وإنما ينبغي له أن يأخذ من حلالها ويترك حرامها، وينفق
مما أعطاه الله في طاعته، فلا يأخذ منها لذاتها فقط وإنما من أجل أن يتبلَّغ بها
إلى الدار الآخرة، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ
كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ﴾ [الأنعَام: 44]، فهؤلاء فرحوا بما
أُوتوا ونسوا الله عز وجل، فالفرح المذموم: هو الفرح بالدنيا، وأما الفرح المحمود:
فهو الفرح بالآخرة وبالعلم النافع.
وأما قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ
أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا﴾ [الانشقاق: 13]، أي: كان في حياته
الدنيا سعيدًا، ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ﴾ [الانشقاق: 14] ظنَّ أنه لن يرجع إلى ربِّه، وإنما هي الحياة
الدنيا فقط، فنسيَ الآخرة، والشاهد من الآية قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا﴾ وقد سبق بيان المراد منه.
وأما قوله تعالى: ﴿قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ﴾ [الطُّور: 26]، هذه في حال أهل الجنة حيث قال تعالى قبلها في وصفهم: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ ٢١ وَأَمۡدَدۡنَٰهُم بِفَٰكِهَةٖ وَلَحۡمٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ ٢٢﴾ [الطُّور: 21-22]، والشاهد من هذه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد