وأما حديث أبي هبيرة، وقولهم فيه: «ما أخَذَت سُيوفُ الله مأخَذَها من عُنُقِ عَدُوِّ الله» هذا الحديث فيه أن أبا سفيان بن حرب جاء إلى المدينة في الفترة التي بعد صلح الحديبية وهو على الكفر، فلما مر على سلمان وصهيب وبلال، وهم من فقراء المسلمين وسادات المؤمنين ومن السابقين الأولين إلى الإسلام وقد أُوذوا في سبيل الله أذًى كبيرًا، فقالوا: «ما أخذت سيوف الله مأخذها من عنق عدو الله»، يريدون أنه ينبغي أن يُقتل لِما حصل منه في حقِّ المسلمين قبل أن يسلم، لكن الله مَنَّ علىه فأسلم بعد ذلك، فلما جاء أبوبكر النبيَّ وذكر ما حصل من الثلاثة في حقِّ أبي سفيان، وما ردَّ به عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَّكَ أَغضَبْتَهُم» أي: بهذا الكلام الذي رَدَدْتَ عليهم به، فرجع إليهم أبوبكر فقال: يا إخوتاه لعلي أغضبتكم؟ فأبو بكر خاف أن يكون قد أغضب هؤلاء الأجلاّء، لما بيَّن له النبي صلى الله عليه وسلم ما في إغضابهم من إغضاب الله تعالى فدلّ هذا على أن إغضاب الصالحين يُغضب الله، وأنَّه يجب على المؤمن أن يلتمس رضاهم ويتأدب معهم، وفي هذا ردٌّ على الذين يَتَنقَّصون الصحابة ويَجْحَدونَ فضائلهم، متجاهلين أنَّ الله عز وجل يغضب على من فعل ذلك.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَن أهانَ السلطان أهانَهُ اللهُ» سبق القول أن السلطان المقسط ينبغي أن يُجل، وأن إجلاله من إجلال الله، وهذا الحديث فيه الحثُّ على إجلال السلطان مطلقًا، حتى وإن كان ظالمًا أو عاصيًا، لأن إهانة وليِّ الأمر تسبب بغض الرعية له، وبالتالي تسبب الخروج علىه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد