والشرف: هو الجاه والرفعة،
والكل يحب الشرف والرفعة، ولكن إذا خرج عن حدِّه، فبلغ حب الشرف بالإنسان أن يتعدى
على غيره ويتكبر، ويظلم غيره من أجل الحصول على هذا الشرف، فقتل وتعدّى على غيره،
فهذا مذموم يضر بالدين، فكلُّ شيء له حدود يجب أن لا يتعداها.
وفي حديث كعب هذا
مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم على خطر الحرص على المال وعلى الشرف، حيث
شبَّه الرَّجل الحريص على جمع المال وتحصيل الشرف والجاه بالذئبين الجائعين اللذين
وَجَدا غنمًا في زريبة، أي: حظيرة، فإذا أتى عليها الذئبان الجائعان فَتَكا بهذه
المجموعة من الغنم، فشبّه حُبَّ المال، والحرص على الشرف بذئبين دَخَلا على زريبة
غنم، وإذا اجتمع في الإنسان حب المال وحب الشرف، اجتمع فيه ذئبان يفتكان بدينه كما
يفتك الذئبان في الغنم، فما ظنكم بذئبين جائعين وجدا غنمًا محصورة في زريبة، ماذا
سيفعلان؟ إنهما سيفتكان بها فتكًا شديدًا، وهذا مثل رائع يضربه صلى الله عليه وسلم،
يبيِّن فيه خطر حرص المرء على تحصيل المال والشرف والمبالغة في ذلك دون أن يُبالي
من أين وكيف اكتسبه ليحصل على المال والشرف، فمن فعل ذلك فقد أهلك دينه كما يهلك
الذئب الشياه إن تمكن منها.
وهذا فيه تحذير من
حب المال الذي يحمل صاحبه على الجشع والطمع، وعدم المبالاة من أين يأخذ المال، ومن
المبالغة في حب الرفعة والرئاسة، أو الجاه الذي يحمل صاحبه على الأشر والبطر وظلم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد