وقد أورد المصنِّف
في أول هذا الباب قوله تعالى: ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ
ٱلزُّورِ﴾ [الحَجّ: 30] ليظهر أنَّ قول الزور عديلٌ للرجس من الأوثان، والرجس
هو: النجس، لأنَّ الأوثان نجسة نجاسة معنوية؛ لأنها مظاهر الشرك بالله عز وجل،
والشرك من أعظم الذنوب.
والنجاسة هنا
معنوية، وليست حسيّة، أي: نجاسة الاعتقاد، وإلا فالحجارة والأخشاب والقبور ليست
نجسة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ﴾ [التّوبَة: 28] ونجاستهم في الاعتقاد، وقوله: «الأوثان» جمع
وَثَن: وهي كل ما يعبدُ من دون الله عز وجل من قبر أو شجر أو حجر أو إنسان، فالله
عزَّ وجل أمر باجتنابه، كما أمر باجتناب شهادة الزور، فقال: ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ
ٱلزُّورِ﴾ أي: الكذب في الشهادة، وهذا كله زور أمرنا الله باجتنابه، أي: بالابتعاد
عنه، فلا ينبغي أن تقترب منه، فالله تعالى: لم يقل: «لا تزوِّروا»، لكن
قال: «اجتنبوا» وهذا أبلغ، مثل قوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾[الإسرَاء: 32]، وهذا أبلغ من
قوله: «لا تزنوا» والمعنى: اتركوا طريقه والوسائل التي تؤدي إليه فابتعدوا
عنها، وكذلك قول الزور، سواء كان شهادة أو قولاً بغير علم، أو كذبًا، أو غير ذلك،
فالواجب الابتعاد عـمّا يؤدي إلى الزور ويقرّب منه.
وقوله في حديث ابن عمر: «إن الطير لتخفق بأجنحتها وترمي ما في حواصلها من هول يوم القيامة» قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد