×
شرح كتاب الكبائر

أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ[الحَجّ: 1-2]، فقيام الساعة أمر عظيم تذهل من شدته الخلائق، والعياذ بالله، وقال سبحانه: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ [الزُّمَر: 68] فهو فزع وجزع، وقد سماه الله تعالى الفزع الأكبر فقال: ﴿لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ [الأنبيَاء: 103]، فمن شدة هوله تكون هذه هي حالة الطيور، وهي غير مكلفة ولا ذنوب عليها، فما بال المذنبين والكفار والمشركين، والعياذ بالله.

وقوله في حديث ابن عمر رضي الله عنه: «وإنَّ شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوَّأ مقعده من النار» هذا هو الشاهد من الحديث وهذا وعيد شديد لشاهد الزور، أن مصيره إلى النار فيجب على المسلم أن يتجنب شهادة الزور، وقد ورد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشهادة فقال: «هل ترى الشمس؟» قال: نعم قال: «على مثلها فاشهد»([1])، فلا تشهد إلاّ إذا كنت متيقنًا لما تشهد به قال تعالى: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [الزّخرُف: 86]، أما إذا لم تكن متيقنًا ولم تكن عالمًا بما تشهد فإيّاك أن تشهد، واحذر أن تبني شهادتك على الظن، لأنَّ الظن كـما قال تعالى: ﴿لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡ‍ٔٗا [النّجْم: 28]، إذًا لا بُدَّ من اليقين في الشهادة، وإلا فاتركها لتكون في عافية، فإن شهدت وأنت ليس عندك علم بما شهدت به، كانت هذه شهادة زور توجب لك النار يوم القيامة.


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (10974).