وقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ﴾[المطفّفِين: 29] الذين أجرموا: هم
الذين يتنقَّصون ضَعَفة المسلمين كعمّار وصهيب وبلال وسلمان رضي الله عنهم،
تنقَّصهم المشركون وسخروا بصفاتهم، فوصفهم الله تعالى بالمجرمين، ووصف عباده
المطيعين بالمؤمنين، ثم فرَّق بعد ذلك بين المؤمنين والمجرمين، قال تعالى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ﴾[القَلَم: 35-36]، فانظر المقابلة
بين الإيمان والإجرام، فهم أولى بالسخرية والتنقص، ومع ذلك قلَبُوها على أهل
الإيمان والفضل والطاعة والتقوى، وقال ﴿وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ﴾[المطفّفِين: 30]، أي: كان هؤلاء
الذين أجرموا إذا مرّ المؤمنون بهم تغامزوا فيما بينهم تنقُّصًا واستخفافًا بهؤلاء
المارَّة مِن المؤمنين، ﴿وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ
إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾[المطفّفِين: 31]، أي: وإذا رجعوا
إلى بيوتهم تحدثوا فيما بينهم معجبين وباستهزائهم بالمؤمنين، فهم يتلذَّذون بذلك، ﴿وَإِذَا رَأَوۡهُمۡ﴾ [المطفّفِين: 32] أي: وإذا رأوا
المؤمنين﴿قَالُوٓاْ
إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ﴾ [المطفّفِين: 32] حينما يرون المؤمنين وما هم عليه من العبادة والطاعة
والصلاة والصيام والزهد، فيقولون عنهم: هؤلاء حَرموا أنفسهم من مشاركة الناس في
متعهم، وأتْعبوا أنفسهم بالعبادة والطاعة وحرموا أنفسهم من التمَدُّن والحضارة،
كما يزعم البعض اليوم على ألسنة تلاميذ هؤلاء القوم وورثتهم.
فهذه طريقة
المنافقين في السخرية والاستهزاء في قديم الزمان وحديثه، وهي من كبائر الذنوب،
فالمؤمن عزيز على الله فلا يجوز
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد