تنقُّصه ولو كان
فقيرًا، ولو كانت عليه ثياب رثَّة، قال: «رُبَّ أشْعَثَ مدفوع بالأبواب، لَو أقسَمَ
عَلَى الله لأَبَرَّه»([1])، فالمؤمن عزيز على
الله ولو كان فقيرًا معدمًا، فالقضية ليست بالمظاهر والأشكال، فانظر وتفكَّر ما
قاله الله في المنافقين:﴿وَإِذَا
رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ﴾[المنَافِقون: 4]، فهم يظهرون
بالأشكال الحسنة والفصاحة واللباقة ولكنهم مع ذلك في الدرك الأسفل من النار،
والعياذ بالله، فلم تنفعهم فصاحتهم ولباقتهم ولا أناقتهم ولا لباسهم ولا حُسن
أجسامهم عند الله لما لم يكن عندهم إيمان بالله عز وجل.
وقوله تعالى: ﴿فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ
سِخۡرِيًّا﴾ أي: فسخرتم من المؤمنين في دعائهم إيايّ وتضرعهم إليَّ
كما فعل المشركون بعمار وبلال وصهيب، ﴿حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِي وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ﴾ [المؤمنون: 110]، أي حتى أنساكم
اشتغالكم بالاستهزاء خوف عقابي في الآخرة، ثم قال تعالى: ﴿إِنِّي جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ﴾ [المؤمنون: 111] أي: على أذاكم لهم
وصبرهم على طاعتي ﴿أَنَّهُمۡ
هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾[المؤمنون: 111] أي: بالسعادة والسلامة والجنة والنجاة من النار.
وقوله: ﴿لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ﴾ [الحُجرَات: 11]، القوم: الجماعة من الرجال دون النساء، فالله تعالى فرَّق بين الرجال والنساء، سمّى الرجال قومًا، وسمّى النساء نساء، فدلّ على أن اسم القوم لا ينطبق على النساء
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2622).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد