وإنما هو مختص
بالرجال، قال الشاعر:
وما أدْري ولست إخالُ أدري أَقَوْمٌ آلُ حِصْن أمْ نِساءُ
وقوله في الحديث:
«إنَّ المُستَهزِئينَ بالناسِ يُفتَحُ لأحَدِهِم في الآخرة بابٌ من الجنة» هذا
الحديث فيه بيان أنَّ الذي يسخر من الناس في الدنيا، فإنَّ الله يسخر منه يوم
القيامة، لقوله تعالى:﴿ٱلَّذِينَ
يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ
لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ﴾[التّوبَة: 79]، فيوم القيامة يفعل
بهم هكذا جزاءً وفاقًا، يُفتح لأحدهم باب إلى الجنة، وهو في كرب وشدّة وضيق
فيفرح بذلك، فإذا وصله أُغلق وصُدَّ عنه، ثم يفتح له الباب الآخر حتى إذا جاء
أُغلق، ثم يفتح له ويدعى، فييأس فلا يأتي، لشدّة يأسه وقنوطه، وهذا استهزاء به،
فكان جزاؤه من جنس عمله.
وقوله في الحديث:
«مَن مات هَمّازًا لَمَّازًا مُلَقِّبًا للنَّاسِ إلى آخر الحديث» في هذا
الحديث وعيد شديد لمن اتصف بهذه الصفات، فالله يقول:﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ﴾[الحُجرَات: 11]، وقوله: «مُلقِّبًا
للناس»، يعني: يُلَقِّب الناس بألقاب الذَّم، فإنَّ الله عز وجل يَسِمُه يوم
القيامة على الخرطوم، الوجه، من باب، والمراد: أنَّ الله يُسود وجهه يوم القيامة
كما قال سبحانه: ﴿يَوۡمَ
تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ﴾ [آل عِمرَان: 106]، فيسوِّد الله وجهه يوم
القيامة علامة على أنه كان في الدنيا همّازًا لقّابًا، جزاءً وفاقًا.
*****
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد