بتجهيزه من تغسيله
وتكفينه والصلاة عليه ودفنه حتى نصبوا وَليَّ الأمر، وبايعوا أبا بكر خليفةً بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمهم أنه لا يجوز أن يمر وقت دون وجود إمام.
أما قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾ [النِّسَاء: 59] فهو نداء من الله إلى الذين يؤمنون بالله ورسوله صلى
الله عليه وسلم لأنهم يستمعون لنداء الله، وقد أمرهم بثلاثة أوامر الأمر الأول: إطاعة
الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لما في ذلك من العبودية لله والمصلحة للناس، الأمر
الثاني: إطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه المُبَلِّغ عن الله تعالى قال
تعالى:﴿مَّن يُطِعِ
ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾[النِّسَاء: 80]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [النِّسَاء: 64]، وقد ذكر الله ما
في طاعة الرسول من الفوائد، ومنها: الهداية، والرحمة، الأمر الثالث: وهي طاعة ولاة
أمور المسلمين، فإنه تجب طاعتهم ما لم تكن في معصية، فإذا أمروا بمعصية فلا طاعة
لهم فيها ويطاعون فيما عداها.
وقوله: ﴿وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾ يدخل العلماء في هذا، فمن الناحية السياسية طاعة
الولاة، ومن الناحية العلمية طاعة العلماء، فلابد أن يطاع ولاة الأمور من الأمراء
والعلماء، فتتكامل بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر الحياة السعيدة وتتكامل بها
مصالح البشر ومنافع الناس.
وأما قوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ أي: اجعلوا بينكم وبين الله وقاية تقيكم من عذابه، وذلك بفعل أوامره وترك نواهيه، وتقوى الله تكون بحسب الاستطاعة، قال الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد