وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا: «الغَزوُ غَزوانِ، فأمَّا مَنْ
ابتغَى بِهِ وَجهَ الله، وأطاع الإمامَ، وأَنفَقَ الكَريمَةَ، وياسَرَ الشَّريكَ،
واجْتَنَبَ الفَسادَ، فَإنَّ نَوْمَهُ ونُبْهَتَه أَجْرٌ كُلُّه، وأمَّا مَن غَزا
فَخرًا ورِياءً وسُمعَةً، وعَصى الإمامَ، وأفسَدَ في الأرضِ، فإنَّه لَن يَرجِعَ
بالكَفَافِ» رواه أبو داود والنسائي ([1]).
****
وُسۡعَهَاۚ﴾[البَقَرَة: 286]، أي: ما تستطيع، فإن عجزت عن شيء فإنَّ الله لا يكلف
العبد فوق طاقته.
قوله صلى الله عليه
وسلم في حديث معاذ: «الغَزوُ غَزوان»
الغزو: هو الخروج للجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته، وهو: غزو الكفار والمفسدين في
الأرض لأجل إزالة ضررهم، وهذا من صلاحيات الإمام، فلا يقوم غزو ولا جهاد بدون
الرجوع إلى ولي أمر، فالولي هو الذي يأمر به وينظمه، وهو الذي ينظر في أحـوال
المسلمين هل يستطيعون الجهاد أو لا؟
وقد قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم الغزو إلى قسمين: صحيح، وهو الذي تكون فيه المصالح والمقاصد العظيمة، وهو الذي يكون من أجل إعلاء كلمة الله ونشر الدين فهذا واجب، والثاني: غزو يراد به الرياء والسمعة، أو الطمع في الدنيا وهذا محرم، ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة وحميّة والرجل يقاتل ليرى مكانه، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَن قاتَلَ لِتَكونَ كَلِمةُ الله هِيَ العُلْيا فهو في سَبِيل الله»([2])، وما عداه فإنه في سبيل ما قصد
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2515)، والنسائي رقم (3188)، وأحمد رقم (22042).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد