وما أراد، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّما
الأعمال بالنِّيّاتِ، وإنِّما لِكُلِّ امرئٍ ما نَوى»([1])، فليست العبرة
بالمظاهر ولكن العبرة بالنيّات والمقاصد، ولا يعلم النيات والمقاصد إلاَّ الله
تعالى، فهو الذي يعلمهما ويجازي عليهما، ومحل الشاهد من الحديث قوله: «فأمّا
مَن ابتَغى به وَجهَ الله وأطاعَ الإمامَ» فلابد من طاعة الإمام في الجهاد فإنَّ
المصنف استدل للباب بهذا الحديث.
وقوله: «وأنفَقَ
الكَرِيمَة»، يعني: المال الطيب لا المال الرديء الذي يَقلُّ نفعه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ
ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ﴾ [البَقَرَة: 267] أو المال المحرَّم
فإذا أراد الإنفاق فعليه أن ينفق من أحسن ما عنده، وكلما طابت النفقة بأن كانت من
كسب طيب ومال حلال وجيدة النوع، كانت أفضل.
وقوله: «ياسَرَ الشَّريكَ» من المُياسرة، بمعنى المساهلة، أي: ساهَلَ الرفيق وعامله باليُسْر، فالناس يحتاجون إلى المشاركة، فينبغي لمن كان له شريك أن يكون ناصحًا لشريكه ومتفاهمًا معه، ويحرص على أن لا يكون بينهما شقاق، ولذلك قال الله تعالى في الحديث القدسي: «أنا ثالِثُ الشَّرِيكَينِ ما لَم يَخُنْ أحَدُهُما صاحِبَه، فإذا خانَه خَرَجتُ مِنْ بَينِهما»([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد