يَومَ يَموتُ وهو غاشٌّ
لرَعيَّته إلاّ حَرَّمَ اللهُ عَليهِ الجَنَّة»([1])، فكلُّ مَن يُضيع
أهل بيته متوعد بهذا الوعيد، والغش: هو عدم رعايتهم والقيام عليهم بما يصلحهم،
ولذلك فهو مطالب بأن يُخلي بيته من المنكرات والمحرمات، لأنَّه إذا كان البيت
مملوءًا بذلك، فلن يسهل عليه الأمر، فلابد أن يبدأ بالتربية في وقت مبكر، وأما ما
يتعلق بالراعي العام فقد سبق الحديث عنه في الأبواب السابقة.
وقوله: «كلُّكُم راعٍ وكلُّكم مَسؤول عن رَعيِّتِهِ» هذا الحديث يدلُّ على أنَّ الرعاية تكون بحسب الشخص، فالإمام راع على رعيته ومسؤول عنها، وذلك بأن يحوطها برعايته ونصحه، وأن يحكم بالعدل فيها، وأن يُقيم الحدود على من يستحقها، والمرأة كذلك راعية في البيت على أولادها الصغار وفي شؤون البيت وحفظ محتوياته، فرعايتها في البيت هو الأصل، فإن خرجت وتركت البيت والأولاد وأسندت العمل إلى غيرها، ضيَّعت رعيتها، أما إن كان لديها الوقت الكافي بعد القيام بواجبها البيتي فإنَّها تخرج لتقوم بالأعمال التي تناسبها، وإلاّ فتكون قد خانت وضيَّعت الأمانة، فعلى نساء المسلمين أن يتنبهنَ لذلك، هذا هو الأصل في المرأة لا كما يُروِّج الفساق بقولهم: إنَّ نصف المجتمع معطل، لأن المرأة عندهم لا تعمل العمل الذي يريدونه وهو تركها لعملها الذي ستسأل عنه يوم القيامة وذهابها للعمل ليس من اختصاصها، فعمل المرأة في بيتها، والقيام على أولادها بما يصلحهم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (142).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد