الألوهية ولا الرُّبوبية،
بخلاف ما يزعمه بعض المُغالين من أنه صلى الله عليه وسلم ليس من البشر، وإنما هو
مخلوق من النور، والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم هو وكل الرسل عليهم السلام إنما
هم من البشر، فما أرسل الله إلى الناس إلاّ بشرًا مثلهم، من أجل أن يفهموا عنهم ما
يبلِّغون، فهذه هي الحكمة من كون الرسل إلى الناس من البشر، ولهذا قال الله تعالى
لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠
بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ﴾ وهذا من رحمة الله تعالى أن
أرسل إلينا بشرًا مثلنا، ويتألم كما نتألم، ويجوع كما نجوع، ونحو ذلك من الصفات
التي تكون في طبيعة البشر، وفي هذا ردٌّ على الذين يَغْلون في الرسول صلى الله
عليه وسلم.
وقوله: ﴿يُوحَىٰٓ إِلَيَّ﴾ هذا هو الفارق بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم،
حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم يُوحى إليه من الله جل وعلا، ويُبلِّغنا ما
يوحيه الله إليه، ومما أوحي إليه من وحدانيته ﴿أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ﴾ وهو الله جل وعلا،
ولا أحد غيره، والمراد بالإله هنا: المعبود الذي يستحق العبادة، والذي لا تصلح
العبادة إلاَّ له، ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ
رَبِّهِۦ﴾ أي: يوم القيامة، مع أنَّ كلَّ الخلق سوف يلقون ربَّهم، لكن المؤمن يلقى
ربَّه بالخير والإيمان، والكافر والمشرك يلقى ربه بالشر والكفر.
وأما شرط لقاء الله بالخير فقد بيَّنه جل وعلا بقوله: ﴿فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا﴾، والعمل الصالح: هو الذي يُوافق شرع الله سبحانه وتعالى، فلا يعمل عملاً يخالف ما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه لن يُقبل منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد