عن جُندب
بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمَّع
سَمَّع الله به، ومَن يُرائي يُرائي الله به» أخرجاه ([1]).
قيل:
معنى «من سمَّع سمَّع اللهُ به» أي: فضحه يوم القيامة، ومعنى «من يرائي» أي: مَن
أظهر العملَ الصالح للناس ليَعظُم عندهم «يرائي به اللهُ»، قيل: معناه: إظهار سَرِيرته
للناس.
****
«مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْه أمْرُنا فَهُوَ
رَدٌّ» ([2])، وقال أيضًا صلى
الله عليه وسلم: «إيَّاكم ومُحدَثاتِ الأُمورِ،
فَإنَّ كلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3])، فالبدعة ليست
عملاً صالحًا، وإنما هي عمل فاسد وباطل، مهما زيَّنها أصحابُها، هذا هو الشرط
الأول للقاء الله تعالى بالخير.
وأمّا الشرط الثاني: وهو الإخلاص لله
تعالى، لقوله تعالى: ﴿وَلَا
يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110] فإذا ما اجتمع
الشرطان: وهما المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والإخلاص لله جل وعلا في
العمل، فإن الله يقبله، وأمّا إذا اختلَّ شرط من الشرطين فإنَّ الله لا يقبل
العمل.
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن سمَّع » أي: أحبَّ أن يسمع الناسُ
قراءته وذِكْرَه لله عز وجل، والسُّمْعة مشتقة من السَّماع؛ لأنها تتعلق بحاسَّة
السَّمع، وأمّا الرِّياء فهو يتعلَّق بحاسَّة البَصَر.
وقوله صلى الله عليه وسلم: « سمَّع الله به » أي: شَهَره أو ملأ أسماعَ الناس بالثناء عليه في الدنيا، ويفضحه يوم القيامة بما انطوى عليـه من خُبْث السَّريرة، فحقَّره وصغَّره، وقد جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ
([1])أخرجه: البخاري رقم (6499)، ومسلم رقم (2987).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد