وقوله صلى الله عليه وسلم:
«ستكون فتنة» هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ستكون فتن، ليس
فتنة واحدة، إنما تذهب واحدة وتأتي أخرى، أي: تتتابع.
وقوله: «تَستَنظِف
العربَ» أي: تستوعبهم هلاكًا، والعرب خاصة، لأنهم هم الذين حمّلهم الله هذا
الدين وهذه الرسالة، وأنزل القرآن بلغتهم، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم منهم،
فكان الواجب عليهم أن ينشروا هذا الدين، وأن يدعوا إلى الله تعالى ويجاهدوا في سبيله،
فإذا قعدوا عن ذلك وتقاعسوا، سلّط الله عليهم الفتن التي تأتي عليهم جميعًا.
وقوله: «قتلاها في
النار» لأنَّ هؤلاء القتلى هم الذين سبَّبوا هذه الفتن وأوقدوها، وشاركوا في
إذكائها، فإذا قُتلوا استحقوا عذاب جهنم، لأن قتلهم كان بسبب إشعالهم الفتن، وأما
الذي يبتعد عنها وينزِّه لسانه ويده فإنه يسلم.
وقوله: «اللسان فيها»،
يعني: الكلام الذي يتكلم به في هذه الفتنة، سواء كان بلسانه الذي يتكلم به، أو
بقلمه الذي يكتب به، أو بما يلقيه عبر وسائل الإعلام فينتشر بسرعة، فهذا الذي يفعل
ذلك إذا قُتل فهو في النار، فلسانه حينها يكون أشدَّ من السَّيف، ويدخل في ذلك
الذين يدعون بألسنتهم وأقلامهم إلى التعري والسفور والتهتك والتطاول على الأحكام
الشرعية كما هو واقع الآن، فإذا لم تحفظ هذا اللسان وتستعمله في سبيل الحق، فإنه
سيجني عليك وعلى مجتمعك.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«ستكونُ فِتنَةٌ صَمّاءُ بَكمَاءُ عَمياءُ» المراد: أنها تعمي بصائر الناس فلا
يرون مخرجًا، فهم يصمُّون عن استماع الحق،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد