وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا
أحبَّ قومًا ابتلاهم، فَمَن رَضِيَ فله الرِّضا، ومن سَخِطَ فعليهِ السُّخَطُ» رواه
الترمذي ([1]) وحسّنه.
****
بإذن الله، أي: بقضائه وقدره، وإذنه سبحانه
وتعالى على قسمين: إذن كوني، وإذن شرعي: وهو ما أذن الله بفعله
شرعًا، من فعل الطاعات والقربات، والإذن الكوني هو المراد بهذه الآية ﴿إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾ أي: بقضائه.
وقوله تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ
يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ [التّغَابُن: 11] الإيمان كما سبق له أركان، ومنها الإيمان بالقضاء والقدر،
فدلَّت هذه الآية على أنَّ الذي يجزع ويسخط ولا يستسلم لقضاء الله، لا يكون مؤمنًا
بالله، أما جزاء المؤمن الذي يؤمن بقضاء الله، فإنه يَهْدِ قلبه، بمعنى أنه يوفقة
للخير والاطمئنان والراحة، ولهذا يقول علقمة رحمه الله في هذه الآية: هو الرجل
تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من الله فيرضى ويسلّم؛ أي: فلا يعترض ولا يسخط، فهذا
الذي يهدي الله قلبه، فيدله على الخير ويوفقه للثبات عليه، وهذا من فوائد الصبر
على المصائب، وهو حصول هداية القلب ﴿وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾[البَقَرَة: 282]، أي: بالقلوب
وأحوالها، فلا مَفَرَّ للإنسان من التسليم للقضاء والقدر، مهما حاول.
قوله: «إن الله إذا أحبَّ قومًا» هذا فيه إثبات المحبة لله عز وجل وأنه يحب ويبغض ويكره، ويرضى ويسخط، وهذا من صفات الله سبحانه وتعالى، فمن علامات محبة الله لعباده: الابتلاء؛ أي: الاختبار، فإن الله
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد