وعن النعمانِ بن بشيرٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «ألاَ وإنَّ في الجَسَد
مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَتْ فَسدَ الجَسَدُ
كُلُّه، ألا وهي القَلْبُ» ([1]).
****
« رُبَّ أشْعَثَ مَدْفُوعٍ
بالأبوابِ لو أقْسَمَ عَلى الله لأَبَرَّه »([2])، فليست العبرةُ
بالمظهر، وإنما العبرةُ بالمَخْبَر، وكذلك الأموال فهي ليست محلَّ اعتبارٍ عند
الله تعالى، ولهذا قال سبحانه:﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ
عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ﴾ [سَبَأ: 37]، وقال: ﴿فَلَا
تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ
كَٰفِرُونَ﴾ [التّوبَة: 55]، فمحل الاعتبار عند
الله ليس جمالَ المظهر ولا جمال القول، ولا كثرة المالِ ولا علو المنصب، وإنما
الاعتبار بالقلب، فالله تعالى ينظر إلى القلبِ وإلى العملِ الصالح، حتى وإنْ كان
صاحبُ القلب الطيبِ والعمل الصالح لا يملك منظرًا يُغري الناسَ ويُعجِبُهم، بل
ربما يكون محتَقرًا عندَهم، وهو كريمٌ على الله جل وعلا.
هذا الحديث يدل على
أهمية صلاح القلب، وأنَّ العبرة ليست بجمال الجسم، وإنما العبرة بالقلب، فهذه
المضغة وهذه اللحمةُ هي صغيرةٌ بالنسبة للجسم، إنما هي محلُّ الاعتبار عند الله جل
وعلا.
وحديثُ النعمانِ بنِ بشيررضي الله عنه طويلٌ، ولفظه عند مسلم: « إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبينهما مُشتبهاتٌ، لا يَعْلَمْهُنَّ كثيرٌ من النَّاس،
([1])أخرجه: البخاري رقم (52) ومسلم رقم (1599).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد