×
شرح كتاب الكبائر

ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ[التّوبَة: 79]، فلا بُدَّ من تقدير أهل الفضل والاعتراف بفضلهم، وقد يكون هذا عن حسد فيكون الأمر أشد، فيجمع بين الاستخفاف وهو تنقيص قدرهم والحسد، وهو تمني زوال النعمة عنهم وهذا كبيرة من كبائر الذنوب، وقد يكون المرء في نفسه حقيرًا، فيريد أن يزهد الناس في أهل الفضل، وليس من الإنصاف أن يدفع المرء عيب النقص عنه بانتقاص الأفاضل، فهذا من كبائر الذنوب، ولذلك ذكره الشيخ في كبائر الذنوب.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ من إجلال الله» أي: تعظيمه «إكرام ذي الشيبة المسلم»  أي: تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام وتوقيره في المجالس والرفق به، والشفقة عليه، لحرمته عند الله.

وقوله: «وحامل القرآن» أي: وإكرام حافظ القرآن «غير الغالي فيه» أي: غير المتجاوز الحدَّ في العمل به، وتتبُّع واشتبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله «والجافي عنه» أي: التارك له البعيد عن تلاوته والعمل به «وإكرام ذي السلطان المقسط» أي: ولي الأمر العادل في حكمه ورعيته.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنّا مَن لا يُجِلّ كبيرنا ولا يَرحَم صَغِيرنا ولا يعرف لعالمنا حقَّه» الأصل أن يُنزِل الناس منازلهم، فيرحم الصغير لضعفه، ويعرف شرف الكبير في السن والكبير في الدرجة، أي: في العلم، أو الكبير في الجاه، فيَنزِل الناس منازلهم ولا يستخف بهم.


الشرح