أما من كان ماله من
المواشي وبهيمة الأنعام ولا يخرج زكاتها، فإنه ورد في الحديث: أنَّه يبطحُ لها يوم
القيامة بقاع قَرْقَر ثم تردُ عليه تطؤه بأظلافها، وخفافها وتنهشه بأنيابها، فإذا
أتى عليه آخرُها، رُدَّ عليه أولها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُرى
سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار([1]) والعياذ بالله،
فالبخل كبيرة من كبائر الذنوب، لأنه يحمل صاحبه على منعِ ما أوجب الله عليه مِن
الزكاة المفروضة، والحقوقِ الواجبة.
وأمّا حديث أسماء
بنت أبي بكر زوج الزبير بن العوّام الذي ساقه المصنف رحمه الله، ففيه أنه صلى الله
عليه وسلم، قال لها: «لا توعي فيوعي الله عليك» أي: لا تمسكي المال في
الوعاء من غير إنفاق، وتوكي عليه أي: لا تربطي رأس الوعاء بالوكاء، وهو الخيط الذي
يُربط به، أي: لا تمسكي المال عندك وتشُدِّي على وعائه برباط كي لا تنفقي منه
بخلاً وحرصًا عليه، فتحرمي الرزق.
يقول الله سبحانه فيمَن جمع المال بعضه على بعض وأحصى عدده، وجعله في وعاء وكَنَزَهَ حرصًا وتأميلاً: ﴿وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ﴾[المعَارج: 18]، أي: غلَّفَ المال وأوثقه في الوعاء فلم ينفق منه شيئًا، وإنما بَخِل وضَنَّ بماله عن الفقراء، فعاقبه الله بنظير عمله كما قال صلى الله عليه وسلم: «فيوعي عليك» أي: يمنع الله عنك الرزق، عقوبةً لك، لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أنفق أنفق الله عليه، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ
([1]) ينظر: مسلم رقم (987).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد