خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سَبَإ: 39]، فمن أوعى المال ظنًّا منه أنه أحفظ للمال فقد أخطأ التقدير، بل على
العكس، فإنَّ الله يمنع عنه الرزق ويحرمه البركة في المال، وقد يسلِّط الله عليه
الآفات، أو الإفلاس، أو يتعرض المال للسرقة أو للاحتراق فيسلّط عليه سبحانه
وتعالى ما يتلفه.
وقد ذكر الله مثلاً
لذلك في قصة أصحاب الجنة، أي: البستان، في سورة «القلم»، فإن الأب كان يفتح
البستان وقت الجداد للفقراء، ليأكلوا منه، وكان يُخرج ما أوجب الله عليه، فتنزل
البركة في هذا البستان، فلما مات أبوهم همَّ أولاده بأمر سوء، واتفقوا على أن
يمنعوا الفقراء من حقهم، وأن يجدُّوه في الليل، حتى لا يدخل الفقراء بستانهم ﴿فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَٰفَتُونَ ٢٣ أَن لَّا يَدۡخُلَنَّهَا
ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٞ﴾[القَلَم: 23-24]، اتفقوا على هذا في الليل، ولما ذهبوا في الصباح وجدوا
بستانهم قد احترق، وصار كالصريم وفي هذا قال تعالى: ﴿فَطَافَ عَلَيۡهَا طَآئِفٞ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآئِمُونَ ١٩ فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ﴾[القَلَم: 19-20]، أي: أصبح البستان أسودَ
محترقًا، حتى إنهم ضلُّوا بستانهم وشكّوا أنه هو، ثم عرفوه وأيقنوا أن هذا إنما هو
بجريرة أعمالهم، فقالوا كما أخبر الله عنهم: ﴿يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَٰغِينَ﴾ [القَلَم: 31]، وأيقنوا أن سبب
احتراقه هو نيتهم في عدم إدخال الفقراء إليه ليأكلوا منه، فمجرد نيتهم أحرقت
بستانهم، والله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
والشاهد في الآيات الكريمة: أنَّ هؤلاء أرادوا أن يوعوا فأوعى الله عليهم، أرادوا أن يستأثروا بالرزق ولا يخرجوا حق الله، فعاقبهم الله من جنس فعلهم حيث حرمهم الرزق.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد