×
شرح كتاب الكبائر

كما في الحديث الآخر: «ارضَخِي يَرْضَخْ لك» ([1])؛ أي: وسِّعي يُوسِّع لك.

وقوله عليه السلام: «اللهم أعطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وأعطِ منفقًا خَلَفًا» ([2]).

****

قوله: «ارضخي» الرضخ هو: العطاء اليسير؛ أي: أعطي الناس يعطيكِ اللهُ، لأنَّ الجزاء من جنس العمل، فمن يعطي يعطيه الله، ومن يوعي يوعي الله عليه، وقد سلف قريبًا شرح ذلك وبيانه، ووجه إيراد الروايتين أن الذي يُوعي ويبخل، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يوعي عليه ويمسك عنه، وأنَّ الذي يعطي يعطيه الله ويبارك له في رزقه.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم، كما صح في الحديث: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلاَّ ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا»([3])، فالمنفق يخلف الله عليه ويبارك له في رزقه، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ [سَبَإ: 39]، وأمّا الممسك فإنَّ الله يتلف ماله، وهو يظن أن الإمساك أحفظ لماله، ولكن على العكس فهو أتلف لماله، والجزاء من جنس العمل.

*****


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1434)، ومسلم رقم (1029).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1442)، ومسلم رقم (1010).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1442)، ومسلم رقم (1010).