رُويَ عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «الهَلاكُ في اثْنَيْن: القُنوطِ
والعُجْبِ».
****
لا شكَّ أنَّ العذاب
له أسباب كثيرة، ولكنْ هاتان الخصلتان هما أشدُّ الصفات المسبِّبة للهلاك.
فالقنوط: هو اليأس من رحمة
الله تعالى، فهناك بعض الناس الذين قد عملوا أعمالاً سيئة، ظنُّوا أنَّ الله تعالى
لن يغفر لهم بعد أن تعاظمت ذنوبهم، وهذا تفكير خاطئ، لأنه لا ينبغي للإنسان مهما
بلغت وتعاظمت ذنوبه أن يقنط من رحمة الله تعالى، وكذلك لا ينبغي للآخرين أن يحكموا
عليه بأنه لا يرحمه الله، أو لن يغفر له الله، قال الله جل وعلا: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا
تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ﴾ [الزُّمَر: 53]، فعلى الإنسان أن
يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، ويرجو المغفرة، ولا يقنط من رحمته سبحانه.
كما أنه لا ينبغي للمرء أن يُصيبه العُجْب بعمله، فيعتقد أنه أدّى ما عليه من الطاعات والأعمال الصالحة، بل عليه أن يعتبر نفسَه مقصِّرًا، وأنْ لا يأْمَنَ من عذاب الله، والأفضل أن يَجْمع بين الخَصْلتين معًا وهما: الطَّمع في رحمة الله، والخوف من عذابه، أي: عليه أن يكون بين الخوف والرَّجاء، فلا يرجو فقط كما هو عليه حال المرجئة، القائلين بأن الأعمال لا علاقة لها بالإيمان، لأنه بزعمهم لا يَضرُّ مع الإيمان معصية! كما أنه لا ينبغي للمرء أن يقنط من رحمة الله بسبب ذنوبه، فيعتقد أنه قد هلك، كما هو حال الخوارج الذين يقولون: إنَّ مَن فعل كبيرةً من كبائر الذنوب فقد خرج من الإسلام!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد