غير معصية الله عز
وجل، والمعصية هي المخالفة، والله يبغض المعاصي ويكرهها، قال تعالى في حقِّ نفسه: ﴿وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ
ٱلۡكُفۡرَۖ﴾ [الزُّمَر: 7]، والمؤمن يحب ما يحبه الله، ويبغض ما يبغضه الله، فتكون محبة المؤمن
وكراهيته تبعًا لمحبة الله وكراهيته، فهذا هو منهج المؤمن في الحب والبغض، فالله
يكره العصاة والمخالفين، بسبب معاصيهم، ويحب التوابين والمتطهرين والمحسنين، فمحبة
المؤمن وكراهيته تدوران مع محبة الله وكراهيته، وهذا من علامات الإيمان. فمن يرضى
بالمعصية فإنَّه يحب ما يكره الله، ويرضى به، ويكون مخالفًا له عز وجل فيكون هذا
إما منافيًا للإيمان أو مُنقصًا له، وهذا أصل عظيم، فإن محبة المؤمن وبغضه تكونان
تبعًا لمحبة الله وبغضه، فقد جاء في الأثر عن بعض السلف: «لا يكون الإنسان
مؤمنًا حتى يكون ما يكرهه الله أمرَّ عليه من الصَبْر»، وسواءً كانت المعصية
منه أو من غيره، وسواءً رآها أو بلغته، فإنه يبغضها ولا يرضاها.
وقول ابن مسعود: «هَلكتَ إن لم يَعرف قلبك المعروف وينكر المنكر»، فمن لم يكن في قلبه إنكار المنكر، فهو ليس بمؤمن، قال صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»([1])، وفي رواية «وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل»([2])، فمدار الحديث على القلب، فلا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد