وفيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِيَ
بالله رَبًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمحمدٍ
رسولاً» أخرجه مسلم ([1]). وعن العباس رضي الله عنه مثله.
****
هذا فيه تشبيه المعنوي بالحسّي، حيث شبّه صلى
الله عليه وسلم الإيمان بشيء يذاق له طعم، لكن ليس كل مؤمن يذوق طعم الإيمان، أو
حلاوة الإيمان، لا ينالها إلاّ خواص المؤمنين، ولكن متى يذوق الإنسان طعم الإيمان؟
عندما يرضى بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، ولم يَجُل في خاطره شك ولا ريب، فتجده
مطمئن القلب والنفس، راضٍ عن الله، يملأ قلبه اليقين والإيمان.
وفي الحديث الآخر: «ثلاثٌ
من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن
يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في
النار»([2])، فكما أنه يكره أن
يقذف في النار ويحترق وهو حيٌّ فهو كذلك يكره أن يعود إلى الكفر، هذا هو المؤمن
القوي الإيمان، الذي لا يتزعزع إيمانه، بعد أن ذاق حلاوة الإيمان.
*****
الصفحة 15 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد