فحكمه حكم اللعن، فإن لم يكن من قيلت في حقه مستحقًا لها رجعت لصاحبها الذي تفوّه بها، فيكون وصف نفسه بهذا الوصف القبيح.
وفي حديث سَمُرة قال
صلى الله عليه وسلم: «لا تَلاعَنوا بلَعْنَةِ الله» أي: لا يلعن بعضكم
بعضًا «ولا بغَضَبِه ولا بالنَّارِ» أي: لا تقولوا: غَضِب الله عليك، فتدعو
عليه بالغضب، وكذلك لا يجوز أن تدعو عليه بالنار، فتقول: أوقعك الله في النار، أو
أخزاك الله في النار، أو أدخلك الله النار.
فلا يجوز التلاعن
بين المسلمين بهذه الألفاظ أو غيرها، لأن الأصل في علاقة المسلم بأخيه المسلم أنها
قائمة على الأخوة والمحبة والمودّة، وبعض الناس يظن أن الكلام يذهب مع الهواء، فلا
يدري أنه يُكتب ويُسجّل، وأنَّه يحاسب عليه يوم القيامة، فهو لا يحسب لهذه الأشياء
حسابًا، إنما يطلق لسانه من غير محاسبة، والله عز وجل قال: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾[ق: 18]، أي: إن ملكان
يسجلان الحسنات والسيئات، فليس من قول إلاَّ ويسجل، فإما أن يكون لك، وإما أن يكون
عليك، فاختر لنفسك.
وفي حديث أبي ذر قال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْرِ» أي: قال له: يا كافر،
أو: يا عدو الله، وهو «ليس كذلك» أي: ليس كافرًا، ولا عدوًّا لله، «إلاّ
حار عليه» أي: رجع عليه كلامه، وتحمّله وكُتب في صحيفته.
وهذا فيه التحذير من
هذه الأمور والتراشق بها، وأن لا يتشفّى إنسان من آخر بهذه الكلمات، فإنها لا تذهب
سُدًى، ولها عواقب وخيمة، فالمسلم يطهّر لسانه من الكلام البذيء والجارح الذي يؤذي
إخوانه.
*****
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد