×
شرح كتاب الكبائر

وأما قوله في حديث أبي هريرة: «ما مِن رَجُلٍ يَدعو امرأَتَه إلى فراشِه فَتَأبَى عليه» من حقوق الزوج على زوجته أنه إذا دعاها إلى الاستمتاع، أن لا تمانع إلاّ لعذرٍ شرعي، لأن هذا الحق من أعظم حقوقه عليها، فإذا امتنعت سخط الله وملائكته عليها، لأنها فعلت جريمة كبرى، وهي نشوزها عن زوجها في هذه الحالة، وفي الرواية الأخرى: «لَعَنَتها الملائِكَةُ حتَّى تُصبِحَ» أي يدعون عليها باللعنة والملائكة مستجابو الدعوة، وهذا يدل على أن هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب، لأن سخط مَنْ في السماء عليها ولعنتهم يدلُّ على أنها كبيرة. والمراد بمن في السماء الله وملائكته.

ففي الحديث دليلٌ على أنَّ الملائكة تدعو على أهل المعصية.

وأما قوله في الحديث: «لو كُنتُ آمِرًا أَحَدًا بالسّجودِ لأَمرتُ المَرأةَ أن تسجدَ لِزَوْجِها»  وذلك أنه لمّا قدم معاذ بن جبل رضي الله عنه من الشام، وكان قد رأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم على عادتهم، فأراد معاذ أن يسجد للنبي صلى الله عليه وسلم فمنعه([1]) من ذلك، لأنه لا يجوز السجود إلاّ لله، وفي آخر الحديث: «لَوْ كُنتُ آمِرًا أَحَدًا أن يسجد لأحد لَأَمَرْتُ المَرأَةَ أَن تسجُدَ لِزَوجِها» وهذا يدل على عظم حق الزوج على زوجته، وسبب ذلك كثرة حقوقه عليها، وفي هذا غاية المبالغة في بيان تأكد طاعة المرأة لزوجها.

*****


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1853).