غير ضعف سبب
للاجتماع والتآلف والرحمة، وهو أن لا يكون الوالي فظًّا غليظًا على رعيته فينفروا
منه ويحقدوا عليه مما يكون سببًا في فساد الأمر.
وأما قوله في
الحديث: «اللَّهمَّ مَن وَليَ مِن أمرِ أُمَّتي شَيئًا فَشَقَّ عَلَيهِم» هذا
الحديث فيه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا للولاة ودعا عليهم: أنَّ من شقَّ
منهم على المسلمين بأن يشقَّ اللهُ عليه، وأن من ترفق بالرعية أن يرفق الله به،
فالجزاء من جنس العمل، فالذي يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويرفق برعيته، فإنَّ
الله يرفق به، ومن خالف النبي صلى الله عليه وسلم وشقَّ على رعيته، فإنَّ الله
يشقُّ عليه، فينبغي لمَن وَلِيَ أمر المسلمين أن يتحرى ما فيه الرفق بهم والأحسن
لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يضع بذلك سياسة عظيمة لولاة الأُمور يحثهم
فيها على السعي في مصالح الرعية، وفي دفع الضرر عنها ويتجنب ما يشقُّ عليهم من قول
أو فعل، وعدم الغفلة عن أحوالهم، وإذا وضعوا السياسات وأصدروا القرارات أن
يتحرَّوا بذلك الرفق بالرعية. وما يحقق مصالحها ويدفع عنها المضار ويلتمسوا رضي
الله في ذلك لا رضي الناس فيما يسخط الله عز وجل.
*****
الصفحة 2 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد