×
شرح كتاب الكبائر

وأما قوله: «ما مِن امرِئٍ يخذِلُ امرَأً مُسلمًا في مَوْضِعٍ تُنتهك فيه حُرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلاّ خذله الله تعالى في موطن يُحبُّ فيه نصرته» هذا كالحديث الذي قبله، فمن تُكلم عنده في عرض مسلم فلا بُدَّ له من أن يَذبَّ عن عِرض أخيه، فإن ترك ذلك وهو يقدر، كان جزاؤه أن الله يخذله في موضع يحب أن ينصره فيه، ومن نصر أخاه في موضع يُذلُّ فيه، فإن الله ينصره في موضع يحب أن ينصر فيه، فإنَّ الجزاء من جنس العمل، وعلى هذا فالذين يحضرون المجالس التي يقع فيها غيبة ونميمة ولا ينكرون ذلك ولا سيما إذا كان من اغتيب من ولاة أمور المسلمين وعلمائهم فالأمر أشد، وذلك لأنَّ العلماء والولاة هم الذين بهم يستقيم أمر الأمة، فلا بُدَّ من الدفاع عنهم لأنَّ ذلك دفاع عن الدين وحماته.

*****


الشرح