×
شرح كتاب الكبائر

 تُخرج من الملة كما قال الخوارج والمعتزلة، بل إن صاحبها مؤمن، ناقص الإيمان، فهو مؤمن بإيمانه فلا يُعطى الإيمان المطلق، كما قال المرجئة، ولا يُسْلَب منه مطلق الإيمان كما قال الخوارج والمعتزلة.

وهذا أمرٌ ينبغي التفقه فيه ومعرفته معرفة جيدة وصحيحة، لأنه من الأمور المهمة جدًّا، وخصوصًا في هذا الزمان، الذي التبس فيه الحق بالباطل، وظهر فيه المتعالِمون الذين يتعلّمون من الكتب، ويعتمدون على فهمهم دون الرجوع إلى أهل العلم، وقد اختلطت عليهم الأمور، فظهر من يكفِّر الناس، كأمثال الخوارج، وظهر من يتساهل في ذلك، وهم المرجئة، فهم على طرفي نقيض، فلا بد من معرفة الحق في هذا والتمسك به، لئلاّ ينحرف الإنسان فيكون مع المغالين، أو مع المتساهلين، بل ينبغي على المرء أن يكون معتدلاً في هذا الأمر، فإنه مَزِلَّة أقدام ومَضِلَّة أفهام، لأنَّ هؤلاء إذا حكموا على المسلمين بالكفر فقد استحلُّوا دماءهم وأموالهم، وشقّوا عصا الطاعة، وحصل منهم كما حصل من الخوارج من قبل من سفك الدماء، وإذا قالوا بقول المرجئة تسلط أهل الكفر والشر والنفاق، وقالوا: نحن مصدقون بقلوبنا، مع ارتكابهم الفواحش والعصيان، ومع هذا كله يقولون: نحن مؤمنون؛ فكلا المذهبين يشكِّل خطرًا شديدًا على هذا الدين وأهلِهِ.

والآن مع الشرح.

*****


الشرح