والمرجئة وهم الذين
لا يرون دخول الأعمال في مسمى الإيمان، فهم على النقيض مع هؤلاء، فهم يقولون: لا
يضر مع الإيمان معصية، لأنَّ الإيمان -بزعمهم- في القلب: وهو التصديق، وهو لا يزيد
ولا ينقص، وأنَّ المعاصي لا تضر، ما دام صاحبها مؤمنًا بقلبه فهي لا تُنْقِصُ
إيمانه.
فالمرجئة، هم الذين
لا يدخلون العمل في حقيقة الإيمان. وإنما يقولون: الإيمان، الاعتقاد بالقلب،
وبعضهم يقول: الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان. وبعضهم يقول: هو المعرفة فقط، ولو
لم يعتقد، كما هو قول الجهمية، وهذا أشد أنواع الإرجاء.
وهناك قسم آخر يقول: إنَّ الإيمان هو
قول باللسان دون اعتقاد بالقلب، وهذا قول الكرّاميّة، فالمرجئة على اختلاف فرقهم
الأربع لا يُدخلون الأعمال في الإيمان، يقولون: الإيمان هو: التصديق بالقلب، وهو
لا يزيد ولا ينقص، فإيمان أبي بكر -عندهم- مثل إيمان أفسق الناس! لأنه ما دام
المرء مؤمنًا بقلبه، فهذا يكفيه!
هذا هو مذهب المرجئة
الذي يختلف عن مذهب الخوارج ويناقضه، فكلا الطائفتين ضالٌّ مخالف للحق.
والصواب في هذا هو
مذهب أهل السنة والجماعة المأخوذ من الكتاب والسنة، فالخوارج والمعتزلة يقال لهم:
الوعيدية، لأنهم أخذوا بنصوص الوعيد، والمرجئة أخذوا بنصوص الوعد، وتركوا نصوص
الوعيد، في حين نرى أنَّ أهل السنة والجماعة قد جمعوا بين نصوص الوعد ونصوص
الوعيد، وهذا هو الحق.
فالمعاصي لا يجوز أن
يقال فيها: إنها لا تضر كما قالت المرجئة، بل هي تضر، لأنها تُنقص الإيمان وتقود
إلى الكفر، ولا يقال عنها: إنها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد