ربما تسأل بعض
المغالطين أو المغرورين فتقول له: لماذا تحلق لحيتك؟ لماذا لا تصلي؟ ونحو هذه
الأسئلة المتعلقة بالفرائض الشرعية والسنن الشريفة، فيقول: الإيمان في القلب!
وربما يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره([1]) صلى الله عليه وسلم.
نعم الإيمانُ في القلب، ولكنْ إذا كان في القلب إيمانٌ صَلَحَ العمل، وصَلَحَت
الجوارح، وحَلْقُ اللحية وتَرْك الصلاة ونحو ذلك، من الذنوب، وإنما هو فسادٌ يدل
على أن القلبَ فاسدٌ، وفي المقابل فإنه إذا صَدر عن الجوارح وعن الجسم أعمالٌ
طيبة، فهذا دليلٌ على أنَّ القلبَ صالحٌ، وهذا من بعض المعاني التي يحملها قوله
صلى الله عليه وسلم: « إذا صَلَحَتْ صَلَحَ
الجَسَدُ كُلُّه ».
*****
([1])أخرجه: مسلم رقم (2564).
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد