عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا
يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبَرْ» فقال
رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أن يكونَ ثَوْبه حَسَنًا ونَعْلَهُ
حَسَنًا، قال: «إنَّ الله جَميلٌ يُحِبُّ الـجَمَال، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ
وغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم ([1]).
****
الجاهِليَّة، لا
يَتْركونَهُنَّ: الفَخْرُ بالأَحْسَابِ، والطَّعْنُ بالأَنْسَابِ، والاستِسْقاءُ
بالنُّجومِ، والنِّياحَةُ على المَيِّت » ([2]).
وقول الله تعالى: ﴿فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ﴾ [النّحل: 29] يعني: فلبئس النار
منزل من تكبَّر على الله ولم يتبع رسله، لأن النار مقامهم وجزاؤهم، فجعل النار
جزاءً للمتكبرين، وهذا فيه تحذير شديد من الكبر.
هذا فيه الوعيد الشديد على المستكبر، وأنَّه لا يدخل الجنَّة ما دام في قلبه مثقال حبَّةٍ من كِبْر حتى يُمحِّصَه اللهُ عز وجل من هذا المرض. فلما سأله الرجل: أن المرء يحب أن يظهر بمظهر حسن، سواء كان ذلك في ثوبه أو نعله، بيَّن صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا يدخلُ في باب الكِبْر فقال: « إنَّ الله جَميلٌ يُحِبُّ الجَمَال »، فقوله: « جميل »: هذا فيه وصفٌ للهِ جل وعلا بأنه جميل، ويحب الجمال مِن خَلْقه، وأنَّ عليهم أن يتجمَّلوا ويتزيَّنوا ليظهروا بمظهرٍ حَسَنٍ، وليشكروا نعمةَ الله عليهم، خصوصًا إذا جاؤوا إلى المساجد والمجامع، ولهذا يُندب للمسلم أن يتطيَّب ويدَّهن ويلبس من أحسن الثياب ليبدو في أحسن مظهر، شكرًا لله تعالى.
([1])أخرجه: مسلم رقم (91).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد