ولَهم عَذابٌ أليمٌ؛
أُشَيْمِطٌ زانٍ، وَعائِلٌ مُسْتكْبِر، ورَجُلٌ جَعل الله بَضاعَتَهُ لا يَشْتَري إلاّ
بِيَمينه، ولا يَبيعُ إلاّ بِيَمينِه » ([1]).
وقوله: « أُشَيْمِط زانٍ »: أي: كبير السن الزاني، فلو كان شابًّا فربما
يقال: غلبت عليه الشهوة لكن هذا كبير في السن، وهذا دليل على حبه للزنى، وإنما قال
بحقِّه« أُشَيْمِط زانٍ »تحقيرًا وتصغيرًا له.
وقوله: « وعائل مستكبر » العائل: الفقير،
فربما يتكبَّر الغني بماله، لكن هذا فقير ليس لديه شيء يحمله على التكبر، فدلّ على
أن الكِبْر من سَجِيَّته وطبيعته، فالكبر رداء الله لا ينبغي لسواه، لذلك توعَّد
سبحانه من نازعه إيَّاه بالعَذاب الأليم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تبارك وتعالى:
الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما، قذفته في النار» ([2]) والحمد لله رب
العالمين.
*****
([1])أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (6111).
الصفحة 6 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد