×
شرح كتاب الكبائر

ولأحمد وصحَّحه ابن حبّانَ من حديث أبي سعيدٍ، رضي الله عنه: «مَنْ تَواضَعَ دَرَجةً، رفعَهُ اللهُ بها درجةً، حتى يَجْعَلَهُ في أعْلى عِلِّيين، ومَنْ تكَبَّر على الله درجةً، وَضَعَهُ الله بها درجةً، حتى يَجعَلَهُ في أسْفَل سافِلينَ» ([1]).

وللطبرانيّ ([2])  عن ابن عُمَر رضي الله عنهما رفعه: «إيّاكُمْ والكِبْرَ، فإنَّ الكِبْرَ يَكونُ في الرَّجُلِ وإنَّ عَلَيه العَبَاءَةَ» رواته ثقات.

****

وعلِّيُّونَ اسمُ أشرفِ الجِنان، وهي للمتواضعين المؤمنين الصادقين، كما أنَّ سِجينًا شرُّ النيران في أسفل سافلين، وهي للكفار والمنافقين والمستكبرين، فبئس مثوى المستكبرين، لأنهم تكبروا فوضعهم الله وأذلَّهم، وأولئك تواضعوا فرفعهم الله وكرَّمهم في أعلى عليين.

في هذا الحديث بيانٌ لحال بعض الناس المستكبرين، ومن ذلك المرء تكون عليه العباءة، من شدَّة الحاجة، وضَنَك المعيشة وقلّة الشيء، ومع ذلك لا تمنعه حالته هذه من التكبُّر، فهو فقيرٌ عليه عباءة مرقعة، وهو متكبر، وفي المقابل قد يكون الرجل عليه ثيابٌ جميلة، وذو منظر حسن، وهو عابد لله تعالى متواضع. وجاء في حديثٍ آخر: « ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُم اللهُ يَومَ القِيامَة ولا يَنْظُر إليهم ولا يُزَكِّيهم،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (11724)، وابن حبان رقم (5678).

([2])أخرجه: الطبراني في «الأوسط» رقم (543).